
ذكرت مصادر سياسية أن واشنطن مارست ضغوطاً أربكت حسابات الفصائل، وأعاقت اختيار "مرشح قابل للسيطرة" لرئاسة الحكومة. الخطاب الأميركي أصبح مباشراً، وتحالف السلاح والسياسة في بغداد يواجه لحظة الحقيقة.
وتتراكم الإشارات الأميركية في الأسابيع الأخيرة لتؤكد أن العلاقة بين بغداد وواشنطن تدخل مرحلة إعادة صياغة شاملة، فيما يجد "الإطار التنسيقي للقوى الشيعية"، الحليف الأبرز لإيران، نفسه أمام اختبار سياسي غير مسبوق يسبق إعلان مرشحه لمنصب رئيس الوزراء في مرحلة ما بعد حكومة محمد شياع السوداني، المنتهية ولايته، في انتظار ما ستسفر عنه مفاوضات الإطار حول خليفته المحتمل في ظل المتغيرات الكبيرة التي تشهدها المنطقة.
وفي أحدث تصريحاته من بغداد، وضع المبعوث الأميركي مارك سافايا معالم رؤية بلاده بوضوح، إذ أشار إلى ضرورة أن يكون العراق "قادراً على لعب دور أكبر وأكثر تأثيراً في المنطقة، شرط إنهاء ملف السلاح خارج الدولة، وترسيخ استقلال السلطات"، فضلاً على تركيزه على ملف منع تداخل "السلطة غير الرسمية" مع القرار السياسي.
وشدد سافايا على أن أي اقتصاد لا يمكن أن ينمو في ظل "تزاوج السياسة والسلاح"، محذراً من أن العراق يقف عند مفترق طرق حاسم، "إما الذهاب نحو دولة مؤسسات قادرة على فرض القانون وجذب الاستثمارات، أو الانزلاق مجدداً نحو الفوضى التي أنهكت البلاد لسنوات طويلة.
